أمّا إذا كان المسلمون في قوّةٍ ومنعةٍ وهيمنةٍ، فربّما تكون الأساليب في الرد على الإساءات أشدّ من ذلك حتى يرتدع الظالمون عن الإساءة لسيد المرسلين وخاتم النبيين -عليه الصلاة والسلام-.
لقد حافظ الإسلام على العقيدة بأحكام كثيرة، وقد منعت هذه الأحكام بفاعلية محاولات النيل من الإسلام أو المساس بمقدسات المسلمين على مر القرون، ليس فقط داخل حدود الدولة الإسلامية بل أيضا على أراضي الدول الأخرى. ويكفي أن نذكر ما جرى في 1890م حين قام الكاتب الفرنسي مارك دي باريس بكتابة سيناريو لمسرحية تعرض على خشبة مسرح كوميديا فرانسيس، وفيها إساءة لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، فقام حينها الخليفة عبد الحميد بإرسال رسالة إلى فرنسا يمنعها فيها من عرض تلك المسرحية، فأطاعت فرنسا أمره ومنعتها، وأرسلت للسلطان الرسالة التالية: "نحن متأكدون بأن الموقف الذي اتخذناه تجاه أمر السلطان سيعزز العلاقة التي بيننا... ". ثم قام الكاتب الفرنسي بعدها بمحاولة عرض مسرحيته في بريطانيا، وبدأ التحضير للعرض في أحد المسارح الإنجليزية المشهورة، فما كان من السلطان إلا أن أرسل رسالة أخرى يطلب فيها منع عرض المسرحية، فمنع عرض المسرحية في بريطانيا، واعتذرت بريطانيا عن سكوتها عن محاولة الكاتب عرض مسرحيته فيها. لا بد هنا من التأكيد على أن هذا الأمر حصل حين كانت الإمبراطورية البريطانية تحتل مركز الدولة الأولى في العالم، كما هي أمريكا اليوم، وفرنسا أيضا كانت من الدول الكبرى وقتها، ومع ذلك فإن الخلافة العثمانية لم تسمح لهما بالإساءة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، وكان الغرب يتصور تماماً مدى ما يحمل المسلمون من حبٍّ لرسولهم ولدينهم وأنهم جاهزون للذود عنهما والحفاظ على قيمهم مهما كلفهم الأمر.
1 غــنـــــوه حزيــــــــنه سبُّ النبي صلى الله عليه وسلم سبٌّ لجميع المسلمين وطعن في دينهم: وحينما يسب الكفار المعاصرون نبي الإسلام فإن هذا السب والاستهزاء والسخرية إنما هو طعن في دين الإسلام وسبٌّ للمسلمين جميعًا الذين يدينون بدين الإسلام، لذلك وجب على المسلمين أن يهبوا دفاعًا عن أنفسهم وعن دينهم وعن نبيهم. قال شيخ الإسلام في «الصارم المسلول»: وضرر السبِّ في الحقيقة إنما يعود إلى الأمة بفساد دينها وذل عصمتها وإهانة مستمسكها، وإلاَّ فالرسول صلوات اللَّه وسلامه عليه في نفسه لا يتضرر بذلك. ا هـ. (ص443). واجب الأمة تجاه نبيها صلى الله عليه وسلم: يجب على كل مسلم من المسلمين تجاه نبيّه صلى الله عليه وسلم ما يأتي: 1- التعزير والتوقير، والذب عن سنته صلى الله عليه وسلم، والتعزير كما في التفسير تأييده بالمعونة والنصرة ولا يكون ذلك إلا باتباع سنته. 2- تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، والانتهاء عما نهى عنه. 3- حبه صلى الله عليه وسلم، وتقديم محبته على النفس والوالد والولد والناس أجمعين، ويظهر ذلك في اتباعه والاقتداء به وحده. 4- الحذر من الاستهزاء بشيء من سنته، أو رَدّ شيء منها بالعقل. 5- محبة آل بيته وأزواجه وأصحابه.
Sitemap | puttingteachersfirst.com, 2024